« Home | Fwd: سقوط أسطورة "الموساد".. لبنان ينتصر في حرب ال... » | Fwd: الموناليزا - حول العالم » | Fwd: FW: My Friend » | Fwd: متصفح القرأن الكريم.. بالصوت و القراءة, يدعم ... » | Fwd: FW: [ tabki-al6yor ] اهـــداء منـي انــااااا,... » | انضم لنا في فلسطينيات » | Fwd: رأي و فكر[مطلوب مسوقين>><مدونين>> >من جميع ال... » | Fwd: رأي و فكر[اعرض منتجاتك مجانا من خلال جوجل بيس] » | Fwd: الجامعات مزارع للمخابرات |عبد الستار قاسم » | Fwd: العودة من الجنة - غزة - 1 »
ملحق ثقافي
الثلاثاء 6/2/2007
كيرا كوشرين ترجمة د. علي محمد سليمان
و لعل ما يثير الاهتمام أن فري أصبح أكثر حرصاً و إصراراً على تكرار مقولته بأنه لا يحب الكذب بعد صدور مذكراته بعنوان "مليون قطعة صغيرة" عام 2003. و يبدو أن نفور جيمس فري من الكذب شديد لدرجة أنه وشم ذراعه بالأحرف الأولى من الجملة التالية: "ألعن الكذب، لقد حان الوقت للتخلص منه". لكن تجربة فري الأدبية، و خصوصاً في مذكراته، تعلمنا أن لا نثق أبداً فيما يقوله وشمه. لقد حازت مذكرات فري "مليون قطعة صغيرة" على عدة جوائز آخرها جائزة نادي وينفري للكتب و حققت مبيعات قياسية بلغت ثلاثة ملايين و نصف المليون نسخة. و يبدو أن ما ورد في المذكرات من تجربة الإدمان على المخدرات و العملية المعقدة للشفاء منها بالإضافة إلى التفاصيل الكثيرة المتعلقة بالحياة الشخصية للكاتب قد لعبت دوراً كبيراً في الترويج لهذا العمل.
و لكن ما حدث مؤخراً أن مركز أبحاث متخصص كشف في دراسة أعدها أن الكثير من الحوادث و الحقائق التي وردت في مذكرات فري مجرد كذب و تلفيق. يورد الكاتب في مذكراته مثلاً أنه كان برفقة أحد صديقاته عندما قتلت في حادث تحطم قطار، لكن الدراسة تؤكد من خلال بعض الوثائق أن ذلك كذب و أن الكاتب كان في مكان آخر. و يزعم فري أيضاً في مذكراته أنه أمضى ثلاثة أشهر في السجن بسبب موقف مثير لم يتمالك فيه أعصابه، لكن الدراسة توضح من خلال الوثائق أن المرة الوحيدة التي سجن فيها كانت توقيفاً لمدة ثلاث ساعات بسبب قيادة سيارته في حالة من السكر. لقد أثار ما كشف بشأن مذكرات جيمس فري ما يشبه الفضيحة في الأوساط الأدبية و سلط الأضواء على واقع صناعة رابحة في السنوات الأخيرة في عالم الأدب و النشر، و هي ما أصبح يعرف بصناعة المذكرات و السيرة الذاتية التي أصبحت تسيطر على قسم كبير من حركة التأليف و النشر في العالم.
لقد حدثت فورة كبيرة خلال السنوات الماضية في تأليف المذكرات و السير الذاتية للعديد من أهم أدباء العالم، و يحتل هذا النوع الأدبي حالياً صدارة قوائم الكتب الأكثر مبيعاً في العالم. و يبدو أن الناس في عصر تلفزيون الواقع أصبحوا يفضلون المذكرات و السيرة الذاتية لأنها تقدم ما يعتقدون أنه الحقيقة، على العكس من الرواية التي ينظر الكثيرون إلى كتابها على أنهم "كاذبون طبيعيون". و اليوم أصبح حتى الروائيون يطالبون بأن يكونوا وثائقيين في كتاباتهم و أصبحت الكتابة الروائية عملية مثقلة بالبحث و التقصي و التوثيق. هذا التداخل و الغموض في الحدود بين التخيلي و الواقعي إتسم بحركة معاكسة فأصبحت كتابة المذكرات و السيرة الذاتية في السنوات الأخيرة أكثر تجريبية على أيدي كتاب من أمثال دايف إغريس، توبي يونغ، بيتر كاري و جون ديديون الذين ساهموا في إزاحة و تغيير حدود هذا النوع الأدبي.
و هذا ما دفع بعض النقاد إلى المطالبة بنزع تسمية مذكرات أو سيرة ذاتية عن تلك الأعمال و تسميتها بدلاً من ذلك "أعمال تخيلية غير روائية". و في الواقع إن جيمس فري ليس الوحيد من الكتاب المعاصرين الذي إتهم بالتلفيق و الكذب في مذكراته. لقد انتشرت حالات التلفيق و الكذب في كتابة المذكرات و السيرة الذاتية بحيث أصبحت ظاهرة معاصرة تثير الكثير من الأسئلة. لقد اضطر ناشر السيرة الذاتية لجوديث كيلي التي صدرت بعنوان "هزني بلطف" إلى سحب نسخ الكتاب من السوق بعد أن ظهر أن الكثير من تفاصيل المذكرات التي تصور الطفولة البائسة للكاتبة قد سرقت و نقلت حرفياً من مصادر أخرى. أما مذكرات أوغسطين بوروس الصادرة بعنوان "الجري مع مقص" و التي تتناول أيضاً سيرة طفولة معذبة فهي مثال آخر على ظاهرة الكذب و التلفيق في كتابة أدب المذكرات المعاصر. لقد وصلت فضيحة بوروس إلى القضاء حيث رفعت العائلة التي يذكر الكاتب في مذكراته أنه عاش معها دعوى قضائية ضده متهمة إياه بالكذب و الإساءة و التزوير. لقد وصف الكاتب في مذكراته هذه العائلة على أنها "فئة قذرة و مقرفة و غير متوازنة نفسياً و كانت تشارك دائماً في أعمال إجرامية شاذة". و كل التفاصيل و الوثائق التي كشفتها تلك العائلة من خلال الدعوى القضائية تظهر إلى أي حد تورط الكاتب في تزوير الحقائق. يطرح كل هذا أسئلة تتعلق بماهية أدب المذكرات و السيرة الذاتية المعاصر. و من أهم هذه الأسئلة ما هي الضوابط التي تحدد العلاقة بين التخييلي و الواقعي في هذا الأدب؟ و إذا كان هناك علاقة بين التخييلي و الواقعي في أدب المذكرات و السيرة الذاتية، فهل يمكن رسم خط واضح يفصل بين الخيال و الكذب؟ هل للمذكرات أي قيمة إذا كان جزء منها ملفقاً؟ و هل تكمن قيمة المذكرات في أسلوبية كتابتها أم في مصداقية ما تصور و تروي؟ يتعلق الجواب بما هو ملفق و بكيفية تلفيقه. إن حقيقة الأمر كما تبدو من حركة التأليف و النشر تتلخص في أن أدب المذكرات و السيرة الذاتية أصبح وسيلة لاستغلال القارئ من قبل الكاتب. و لقد ذكر العديد من النقاد و المعلقين أن في الكثير مما ينشر تحت عنوان هذا النوع الأدبي ينطوي على عملية إبتزاز للقارئ. لقد أصبحت الأعمال التي تصور الصراع الشخصي البطولي مع ظروف الحياة تتصدر في هذه الأيام قوائم الأعمال الأكثر مبيعاً في أوربا و أمريكا. إن هذه الأعمال و الكتب تدفع القارئ فيما يشبه التواطؤ الخفي إلى تحييد أحكامه النقدية تجاه ما يقرأ باحثاً عن الشخصي و الفضائحي. لقد إعتاد جيمس فري على مقارنة نفسه بهمنغواي و أدباء كبار آخرين، لكنه عندما حاول نشر "مليون قطعة صغيرة" على أنها رواية قوبل بالرفض من قبل الناشرين لأن عمله هذا تقليدي و مترهل و يفتقد إلى الجمالية الأدبية. لكن المفارقة أن فري نجح بشكل منقطع النظير عندما نشر عمله ذاته على أنه مذكرات، و يعود ذلك إلى نجاحه في إثارة تعاطف القارئ و فضوله تجاه حياته الشخصية. و السؤال الحقيقي هنا، لماذا يلقى هذا النوع من الكتب كل هذا الإقبال و الاهتمام؟ لماذا يختار الناس قراءة تجارب شخصية فظيعة بصرف النظر عن مصداقيتها و أهميتها؟ إذا اعترفنا أن إهتمامنا بهذا النوع من المذكرات ينبع من رغبات فضائحية، فإن استغلال و ابتزاز كتاب كجيمس فري لرغباتنا هو بمثابة عقاب لنا. و في كل الأحوال، هناك شيء أكيد و هو أن الكتاب سيستمرون في كتابة المذكرات و السير الذاتية. الكثير من هذه الكتابات سيكون سطحياً و إنتهازياً، و لكن سيبقى الكثير منها من جهة أخرى أصيلاً و مؤثراً بشكل إبداعي. إن أعمالاً كثيرة تنطوي تحت عنوان المذكرات و السيرة الذاتية لكتاب يقاربون تجارب الحياة بمصداقية تستطيع أن تمنحنا كقراء تنويراً إنسانياً و معرفة من نوع خاص تتجاوز أطر التفكير و القناعات المسبقة التي تحكم حياتنا. و لعل الشرط الأول الذي يجب توافره في أي عمل يتصدى لكتابة الذات بمصداقية هو تجنب الإثارة و نزعة تضخيم الذات. و يمكن إضافة شيء آخر في هذا السياق و هو أن مسؤولية الكاتب عندما يقدم تجربة حياته في عمل أدبي تكمن في حرصه على تحييد نوازعنا و رغباتنا الفضائحية و عدم استغلالها كجواز سفر يمكن له تخطي المعايير الجمالية و الأخلاقية. و باختصار لا يجب أن تكون المذكرات و السيرة الذاتية مجرد عملية تسويق لشخصية الكاتب بصرف النظر عن المصداقية و القيمة الجمالية و المعرفية التي يفترض بأي عمل أدبي أن يحملها بصرف النظر عن نوعه. كاتبة و صحفية بريطانية. نشرت هذه المقالة في مجلة نيو ستاتمنت البريطانية.
يوليو 2007 أغسطس 2007 سبتمبر 2007 أكتوبر 2007 نوفمبر 2007 ديسمبر 2007 يناير 2008 فبراير 2008 يونيو 2008 سبتمبر 2008 أبريل 2009 مايو 2009 يونيو 2009 يوليو 2009 أغسطس 2009 سبتمبر 2009 نوفمبر 2009 يناير 2010 مارس 2010 أغسطس 2011 أكتوبر 2011 سبتمبر 2012 أكتوبر 2012 سبتمبر 2013 أكتوبر 2013 نوفمبر 2014 ديسمبر 2014 يناير 2015 أبريل 2015 أغسطس 2015 نوفمبر 2015 ديسمبر 2015 يناير 2016 فبراير 2016 مارس 2016 أبريل 2016 مايو 2016 يوليو 2016 أغسطس 2016 سبتمبر 2016 أكتوبر 2016 ديسمبر 2016 يناير 2017 فبراير 2017 مايو 2017 يونيو 2017 يوليو 2017 سبتمبر 2017 نوفمبر 2017 ديسمبر 2017 يناير 2018 فبراير 2018 مارس 2018 أبريل 2018 مايو 2018 يوليو 2018 أغسطس 2018 سبتمبر 2018 أكتوبر 2018 ديسمبر 2018 يناير 2019 فبراير 2019 مارس 2019 أبريل 2019 مايو 2019 يونيو 2019 يوليو 2019 أغسطس 2019 سبتمبر 2019 أكتوبر 2019 ديسمبر 2019 يناير 2020 فبراير 2020 نوفمبر 2020 ديسمبر 2020 يناير 2021 فبراير 2021 مارس 2021 أبريل 2021 مايو 2021 يونيو 2021 يوليو 2021 سبتمبر 2021 أكتوبر 2021 نوفمبر 2021 ديسمبر 2021 أبريل 2022 يوليو 2022 سبتمبر 2022 ديسمبر 2022 فبراير 2023 مايو 2023 يوليو 2023 سبتمبر 2023 نوفمبر 2023 يناير 2024 مايو 2024
« Home | Fwd: سقوط أسطورة "الموساد".. لبنان ينتصر في حرب ال... » | Fwd: الموناليزا - حول العالم » | Fwd: FW: My Friend » | Fwd: متصفح القرأن الكريم.. بالصوت و القراءة, يدعم ... » | Fwd: FW: [ tabki-al6yor ] اهـــداء منـي انــااااا,... » | انضم لنا في فلسطينيات » | Fwd: رأي و فكر[مطلوب مسوقين>><مدونين>> >من جميع ال... » | Fwd: رأي و فكر[اعرض منتجاتك مجانا من خلال جوجل بيس] » | Fwd: الجامعات مزارع للمخابرات |عبد الستار قاسم » | Fwd: العودة من الجنة - غزة - 1 »
الاشتراك في الرسائل [Atom]