email blog

قصة من مأساة الضفة
هي قصة شاب في العشرين من عمره,يحمل روحا عالية للحياة,ولدية طاقة وقّادة للعمل للإسلام وأهله ولوطنه,شاب ملتزم بدينه,من يتعرف عليه يعرف كم يحمل هذا الشاب من رؤية جميلة ورائعة للأمور قد تكون هذه الرؤية اكبر من عمره او خبرته لكنه يحمل من التفكير والتخطيط ما يمكنه من إدارة أي أمر يعرض له بكل إتقان ونجاح,نظرته للحياة رغم حالته الاقتصادية الصعبة جدا ايجابية ,فهو باعتبار حال والده الصحية معيل أسرته والقائم بشؤونها.
كان فرحته عالية جدا ولا يتخيلها احد عندما لاحت فرصة التخرج من جامعته,فقد حصل على هذه الشهادة بعد طول عناء وجد ومصاعب كثيرة وبدون تضخيم للأمور قد يعجز كثير منا عن مواجهة هذه الظروف لكنه تجاوزها ومضى حتى نال هذه الشهادة.
في جامعته أخذه حبه الشديد للإسلام ولوطنه النابع من فطرته ومن تربيته السليمة إلى العمل في الجامعة وبكل صدق لم يكن لديه أي معلومة عن التنظيمات في الجامعات لكن الأقدار ساقته إلى معين الكتلة الإسلامية يبتغي من خلالها خدمة دينه ووطنه,مضى في عمله في الكتلة الإسلامية وكان متميزا في عمله الطلابي والنقابي ولم يكن هذا التميز فقط في صفوف الكتلة بل كان بين الكتل الطلابية كلها لدرجة أن رأيه كان يأخذ به في الكثير من الأمور من قبل إدارة الجامعة وله فضل أن حقن الدماء في جامعته بمبادرة جاءت في وقتها بين الكتلة الطلابية بعد الأحداث الأولى في غزة وقد عممت المبادرة لتعيش الجامعة بآثار هذه المبادرة إلى اليوم رغم زمنا البعيد.
وتشهد إدارة الجامعة والكتل الطلابية جمعاء على هذه المبادرة.
تعرض هذا الشاب للكثير من المضايقات من قبل أشباه الرجال في فتح عند كل حدث يحدث في غزة وكان هذا قبل الحسم العسكري وكان يتلقى التهديدات الكثيرة وكون أسرته وحمولته ليست قوبة فكان بالنسبة لهؤلاء صيدا سهل,وكانت تصل هذه التهديدات لأهله ورغم كل ذلك استطاع وبحكمته أن يتجاوز هذه التهديدات ويبقى بروح العمل التي يحمل لخدمة الطلبة في الجامعة وخدمة الإسلام بشكل عام.
وقد تعرض للمضايقات من قبل الاحتلال الصهيوني فقد استدعي للمقابلة أكثر من مرة( وهي طريقة يطلب بها ضابط المخابرات الصهيوني مقابلة احد الأشخاص وذلك للضغط عليه وعلى أهله وأحيانا تصل الأمور إلى عرض الخدمة معهم كعميل خاصة لضعفاء النفوس وأحيانا يتم اعتقال الشخص في هذه المقابلة) وقد اشتهر فترة في منطقته بأنه صيد الحواجز إذ انه لا يمر على حاجز إلا ويحُجز ساعاتٍ عليه دون سبب وتحُجز معه السيارة التي يركبها وأصبح بعض السواقة يتوارى عن حمله خوفا من الحجز,وفي إحدى المرات التي استدعي للمقابلة ذهب لمقابلة ضابط المخابرات(وهي المرة الوحيدة التي استجاب لطلب المقابلة) فتركه ضابط المخابرات ينتظر فترة طويلة فما كان من الشاب إلا أن يغادر المكان ويخبر احد الجنود المتواجدين في المكان وباللغة العامية " اللي بدو إياني يجييني على الدار" وهي تعني " من يحتاجني يأتي إلي إلى البيت" وهي تعد عبارة تحدي.
هذا الشاب وبعد هذه المقدمة تعرض للملاحقة من قبل الأجهزة العباسية في الضفة وذلك عقب الحسم العسكري في غزة والتهمة جاهزة " تنفيذية الضفة" وقد داهمت هذه الأجهزة بيته أكثر من مرة بحثا عنه وتعرض للتهديد من قبل " كتائب الطخيخه" وتعرض بيتهم كذلك للمضايقات من خلال رمي الحجارة في الليل وغيرها وكانوا يضغطون عليه من خلال أهله البسطاء بكل طريقة وقحة فأهله لا يعرفون كم من الخبث والوقاحة تحمل نفوس هذه الأجهزة ورؤسائها دون رحمة او شفقة او أي اعتبار فهم والمفروض أن يكونوا " أبناء وطنه" وآسف على التعبير,وأمام هذا الضغط استسلم لفكرة أن يتوجه لمقابلة جهاز الأمن الوقائي بمرافقة احد أقربائه الذي يعمل في هذا الجهاز وفعلا ذهب لمقابلتهم والمصيبة أن من كان يقابله هو اقل منه عمرا وعلما وحتى جسما,وفعلا وبعد المقابلة غادر المكان وفي محاولة لإنهاء قضيته اتصل قريبه على جهاز المخابرات لإنهاء الملف لكن جهاز المخابرات رفض ذلك وأصر على اعتقاله –ونحن هنا لا نزكي جهاز الوقائي بل هو أنذل وأحقر من المخابرات ولكنه التنافس القذر في اضطهاد شباب الضفة بين هذه الأجهزة إذ أن الشاب كان مطلوبا للمخابرات وذهب لمقابلة الوقائي فتعمد الوقائي إغلاق ملفه نكاية بالمخابرات- وأصبح الشاب ملاحقا من جديد.
قرر الشاب الهجرة إلى مدينة أخرى بحثا عن العمل الذي يحتاجه لرعاية أهله ولتسديد ديونه الكبيرة المتراكمة عليه من دراسته ورعاية أهله وكذلك يهرب من أعين مندوبي المخابرات عله يحصل على فرصة للعمل والرزق.
هذا الشاب وبعد أن عاد إلى أهله في بداية هذا الشهر الفضل وبعد غياب طويل ,عاد إليهم مبتغيا رؤيتهم والاطمئنان عليهم في بداية رمضان ومن ثم العودة للعمل وللهرب ,وهو في طريق عودته إذ بحاجز صهيوني ,يوقف السيارة التي يستقلها ويطلب منه النزول ويسلمه أمرا بالمقابلة ويهدده إن لم يأتي فسيتم اعتقاله من بيته,وقد يتساءل البعض لماذا لا يعتقله الجيش الصهيوني مباشرة وهو بين أيديهم ,لكنه أسلوب خبيث تتبعه المخابرات الصهيونية مع الكثير من الشباب فهي تريد أن تلحق اكبر أذى نفسي في الشاب قبل اعتقاله حتى يصل إليهم جثة هامدة مقتولة نفسيا .
وعندما يصل الشاب بيته تبدأ أعين المندوبين تلاحقه ولم يمضي ليلته في البيت حتى تأتيه إخبارية أن غادر بيتك لأن المخابرات ستأتي لاعتقالك وفعلا لم ينم تلك الليلة في بيته وفي نهار اليوم الثاني من وصوله يأتيه طلب للتسليم نفسه للمخابرات الفلسطينية.
تحير الشاب ماذا يفعل واحترت معه أنا أيضا هل يذهب لمقابلة المخابرات الفلسطينية أم الإسرائيلية وفي كلتا الحالتين دمار على حياته فهو سيترك أسرته بلا معيل ومتراكمة الديون عليها وكذلك لم يهنأ بتلك الشهادة التي حصل عليها من جامعته بعد طول عناء فهو بحاجة إلى التدريب قبل ممارسة عمله.
هذا حال احد شباب فلسطين ممن ليس لهم ذنب ولا جريمة سوى أنهم رفضوا الهوان والذل وحملوا لواء العمل للوطن وللفكرة التي يحملون,قد يتسع صدر هذا الشاب قليلا لكلمات التثبيت والمحن وقد كانت هذه الكلمات زاده في كل محنة وابتلاء,لكنه الآن محتار بين أي ابتلاء يختار أابتلاء الأعداء ؟؟...أم ابتلاء" أبناء الوطن الواحد"؟؟ ..أم ابتلاء الجوع والدين لأهله؟؟...أم ابتلاء شهادته التي لم يهنأ بها ؟؟
قولوا لي يا حضرتكم ...أيهما يختار؟؟؟...قولوا لي يا فصائل " المنظمة الميتة" وانتم لكم لسان حداد على حال فتح "المسكينة" في غزة...قولوا لي يا مؤسسات حقوق الإنسان الفتحاوي أما الإنسان الحمساوي فليس إنسان أصلا ندافع عنه....قولوا لي يا دعاة الحريات والديمقراطية ومراكز الدراسات ذات الخبرة الواسعة...ها أنا اعرض عليكم مسألة فحلوها...قولوا لي يا إعلاميي الضفة فليس مثلكم شاطر في البحث عن قصص الحياة في الضفة وقد تعاميتم عن مثل هؤلاء وغيرهم ممن يعذب ويموت موتا بطيئا في سجون السلطة ..وقد تعاميتم عن تجميد المؤسسات الخيرية التي قد تعيل مثل هذا ليكمل تعليمه ويعيل أسرته بدل أن يغرق في الدين ....قولوا لي جميعا أيهما يختار المخابرات الفلسطينية أم الإسرائيلية؟؟؟؟
أتعرفون ..ماذا قال له الناس ممن عرض عليهم الأمر ...أتعرفون يا أبناء الوطن الواحد ...أتعرفون يا فصائل "المنزمة "..ماذا قال له الناس....لقد قالوا له اذهب إلى عدوك فإنه اشرف لك ولنا ...اذهب إليه فعند عدوك تعرف لماذا تضرب او تعتقل او تهان وتعرف انه عدوك وتشعر بالشموخ والعزة وأنت تعانده او حتى وأنت تتلقى منه والاهانة لأنه عدوك وهذا هو ديدن الحياة بينك وبينه ..أما ابن جلدتك-واشك في ذلك- فأنت عنده فقط تهان ويراق دمك....هذا هو رأي الناس فما رأيكم انتم...؟؟؟
وبالمناسبة وقبل الختام ...أتعرفون ماذا يحمل هذا الشاب من شهادة؟؟؟...... يحمل شهادة القانون...

نحو المعالي
كاتب فلسطيني
إذا اردتم التعليق على هذا المقال او غيره زوروا مدونتنا
http://maali.maktoobblog.com

--------------------------------------------------------------------------------
Kick back and relax with hot games and cool activities at the Messenger Café. Play now!
__._,_.___ Messages in this topic (1) Reply (via web post) Start a new topic Messages لا تتردد فى ارسال اى استفسار او اقتراح او نقد عن المجموعة على
ansaralquds@yahoogroups.com
مجموعة أنصار القدس مجموعة مستقلة تؤمن بحرية الكلمة وتفسح المجال لكل مهتم بالقضية الفلسطينية وليس كل ما ينشر فيها يعبر بالضرورة عن رأي المجموعة أو القائمين عليها Change settings via the Web (Yahoo! ID required) Change settings via email: Switch delivery to Daily Digest Switch format to Traditional Visit Your Group Yahoo! Groups Terms of Use Unsubscribe

مرسلة بواسطة ppplist  # 4:15 ص